التّمكين النّسويّ في الفكر الغربيّ

Abstract

تتوجَّه استراتيجيَّات الخطاب العالميّ الجديد نحو تعزيز ما يُسمَّى الرّأسماليَّة النّاعمة؛ أي تمكين المرأة وجعلها مُهيمنة على مراكزِ القوَّة والسّيطرة وصُنع القرار في الإدارة والسّياسة والأدب والفكر والاقتصاد، عبر التّمركز حول نفسها وتمجيد الإنجاز الفرديّ. وأصبح طابع "النّعومة" مثل السَّيل الكاسر، يأخذ كلّ شيء ولا يترك شيئًا: الإدارة النّاعمة، الجامعة النّاعمة، الاقتصاد النّاعم، الكتابة النّاعمة، الزّمن النّاعم والمكان النّاعم. والعالم كلَّه عائمٌ في حالةٍ مِنَ السُّيولَة والتَّشظِّيَ والشّتات والتّبعثُر؛ إذ تحضر أحاديث شفط الدّهون واللَّياقة وبهارج الأزياء والجسد جنبًا إلى جنبٍ مع قضايا الفكر والثّقافة السّياسيَّة، والبرامج والموضوعات الدّينيّة.

لذلك؛ جاء موضوع التّمكين في الفكر الغربيّ محاولة لتقديم قراءة في المرجعيَّاتِ والأُسُس المعرفيَّة من جهة، ولفهم التَّحوُّلاتِ الاجتماعيّة المعاصِرَة من جهة أخرى، بهدف تعزيز البُعد النّقديّ للمصطلح من أصوله المعرفيَّة الغربيّة، وتفعيل القراءة المنتجة الفاعلة النّابعة من رؤيتنا الخاصَّة وهُويَّتنا الثّقافيَّة، حتّى نفهم القضايا الكلِّيَّة والنّهائيَّة الكامنة في النّصوص فهمًّا شموليًّا، ونستفيد منها في واقعنا المعاصر.