جدلية التناظر والاحتدام بين إيران والغرب
Abstract
تسعى هذه الدِّراسة إلى بيان أُسُس ميتافيزيقا الاستغراب ومُنطلقاتها في حقل التَّجربة الإيرانيَّة. كما تُحاولُ الاقتراب من هذه التَّجربة بما هي حادث استثنائيّ في التَّاريخ المعاصر، وتستظهر مفارقات الفصل والوصل بين بُعْدَين مُتوازِيَيْن: البُعْد الميتافيزيقيّ الدّينيّ المُؤسَّس على الإيمان بالغيب، والبُعْد السِّياسيّ الاجتماعيّ بما يختزنه من حضورٍ وفاعليَّةٍ في أزمنة ما بعد الحداثة. مع انتصارِ الثّورةِ الإسلاميَّة، توسَّعَ الاهتمامُ المعرفيّ بالحداثة الغربيَّة بوصفه تحدِّيًا حضاريًّا في المجالَيْن: المعرفيّ، والنَّقديّ. أمَّا المسألة المُثيرةُ للجدل، في هذا التَّحدِّي الجديد، فهي عدم وجود خلاف في كَوْنِ المسألة المحوريَّة والارتكازيَّة لجميع المُصلحين والمفكّرين ممَّن يهتمّ بالشأن الغربيِّ – منذ بدايَّة المواجهة مع الغرب الحداثويّ – هي السعي إلى فهمه. لكن المشكلة الكبرى الَّتي كانت تُواجهها الدّراسات الغربيَّة هي وضعها الجديد الَّذي يتضمّنُ نفوذًا وانتشارًا استعماريًّا للحداثة في الشرق، ولا سيَّما في إيران، وهو ما رُوِّجَ لهُ تحتَ مُسمّى العلم، مع أنَّه لم يكن سوى دراسات غربيَّة لا أكثر. على أساس الثَّقافة السِّياسيَّة المُمتدَّة عبر التاريخ، يمكنُ رُؤية المواجهة مع إيران، لكن لا على شكل مواجهة تقليديَّة مع مشروعٍ يعملُ على إرباكِ خطّ استكمال رسم الخارطة الجديدة للشرق الأوسط الكبير؛ بل بكونها احتدامًا يتّخذُ لنفسِه بُعْدًا ذا سمةٍ فوق سياسيَّة. وإذا كان لنا من تمثيلٍ على هذه السِّمة فوق السِّياسيَّة، ففي الاحتدام الحاصل منذ سنوات مع أميركا حولَ المشروعِ النَّوويِّ. وسعيًا إلى جلاءِ منظورٍ معرفيٍّ، بصددِ هذه القضيَّة، وجدنا أنْ نستخدمَ مفهوم "الميتا- إستراتيجيا"؛ لأنَّه الأكثر قُرْبًا إلى "محلِّ النِّزاع"، حيث تَتَقاطَعُ البِنْيَتَان: الأميركيَّة، والإيرانيَّة الـراهنتان علـى ما أجـزنا تسميتـه بـ "ميتافيزيقا الاحتدام الحضاريّ".
Downloads
Published
13-03-2022
How to Cite
محمود حيدر. (2022). جدلية التناظر والاحتدام بين إيران والغرب. MU Journal, (4). Retrieved from https://www.mu-journal.com/index.php/mu/article/view/72
Issue
Section
دراسات