دور البحث العملي في التنمية الثقافية والتقدم الحضاري

Authors

  • مطصفى النشار

Abstract

البحث العلميّ يُمثِّل رأس الحربة في عمليَّات التَّحوُّل الحضاريّ من ثقافة التَّخلُّف إلى ثقافة التَّقدُّم، وتحقيق الطّفرات التَّنمويّة الثَّقافيَّة واستدامتها ؛ إذ من دون سيادة نمط التّفكير العلميّ في جميع المجالات، وتشجيع رُوَّاد البحث العلميّ في مختلف ميادين العمل الثّقافيّ، والأخذ بنتائج أبحاثهم، والاستفادة منها وفقًا للأهداف التّنمويَّة العامَّة للدّولة، لا يمكن للتَّقدُّم الحضاريّ أن يتحقَّق. 

إنَّ الثّقافة الَّتي تتنوَّع بتنوُّع  الجماعات والفئات والطّبقات والانتماءات، وتختلف من مجتمع إلى آخر، ومن جيل إلى آخر ليست مجموعة من مُكوّنات ثابتة ساكنة جامدة جمودًا مطلقًا؛ بل هي في ضوء عوامل عدَّة، وفي ضوء ما يضيفه عليها البحث العلميّ من عناصر جديدة تتطوَّر وتتحوَّل، وتصبح منفتحة على كل ما من شأنه أن يضيف إليها  البهاء والألق والازدهار والتَّقدُّم. فضلًا عن أنّ هناك مميزات نسبيَّة لتلك الثّقافات الَّتي اتَّخذت من التكنولوجيَّات الحديثة أساسًا لنموِّها وتطوُّرها للدرجة الّتي تحوّلت معها بعض المُدن العالميَّة وأصبحت مدنًا للمعرفة. ونتوقع أن تتّخذ الثّقافة العربيَّة المنحيَيْن معا؛ منحى الاستفادة من البحث العلميّ  وتوطين الثّقافة العلميّة، ومنحى الاستفادة من التَّجارب العالميّة في تأسيس مُدن المعرفة، فمن شأن هذا وذاك أن يجعل من الثَّقافة العربيَّة واحدة من الثَّقافات العالميَّة ذات التّأثير الحضاريّ جنبًا إلى جنب مع ثقافات العالم المُتقدِّمة.

Published

18-03-2022

How to Cite

مطصفى النشار. (2022). دور البحث العملي في التنمية الثقافية والتقدم الحضاري. MU Journal, (5). Retrieved from https://www.mu-journal.com/index.php/mu/article/view/83