الافتتاحية

الملخص

وقعت معظم بلدان العالم الإسلاميّ تحت الاحتلال الغربيّ المباشر لسنوات طويلة من الزَّمن امتدَّت إلى بضعة عقود، أما اليوم فقد تراجع بريق "الأنموذج الغربيّ" في العقود القليلة الماضية. ولم يعد ذلك الأنموذج في عيون العالم وشعوبه المختلفة مرجعيَّة مهيمنة لا يرقى إليها الشَّكّ في المجالات: الثَّقافيَّة، والسِّياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة. ترافق ذلك التَّراجع مع نهضة شعوب عدَّة في أفريقيا، وأميركا اللَّاتينيَّة، وفي بلدان عربيَّة واسلاميَّة، لاستعادة هُويّتها وثقافتها، ولكسر التَّنميط الغربيّ المُتَعالي الَّذِي استهدف تلك الهُويَّة في العقود الماضية عبر الجامعات، ووسائل الإعلام، ومراكز الأبحاث الغربيَّة؛ ما يُؤكِّد أنَّ مثل تلك الرَّغبة في استعادة الهُويَّة، وفي بناء النَّهضة والاستقلال، لا يمكن أن تتحقَّق من دون تحرُّر من التَّبَعِيَّة الأكاديميَّة والمعرفيَّة.